قلب المصمم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قلب المصمم


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 الالتزام بين الطالب والهارب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
white girl
عضو ذهبي
عضو ذهبي
white girl


. : القلم الذهبي
عدد المساهمات : 2103
الاسم : ...................
انثى
المزاج : .....................
الدولة : ................
التقييم : 72

خدمات المنتدى
مشاركة الموضوع: مشاركة

الالتزام بين الطالب والهارب Empty
مُساهمةموضوع: الالتزام بين الطالب والهارب   الالتزام بين الطالب والهارب Icon_minitime26/1/2010, 6:30 pm



الحمد لله .. (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين )1.

و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له نعبده مخلصين له الدين ( وأن أقم وجهك للدين حنيفاً ولا تكونَنَّ من المشركين )2. ونشهد أن سيدنا محمداً عبد الله و رسوله جاء بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و كفى بالله شهيداً (يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلَّ فإنما يضلُّ عليها و ما أنا عليكم بوكيل )3.

أخوة الإسلام ؛ أخوات الإسلام : اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون (إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون )4.

أما بعد ، فقد أخرج مسلم عن نبيكم صلى الله عليه و آله و سلم قوله :(خير الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي نبيكم محمد صلى الله عليه و على آله وسلم و شر الأمور محدثاتها و كلَّ بدعة ضلالة )5 ، و إن من هدي نبيكم صلى الله عليه و آله و سلم قوله : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى . قيل و من يأبى يا رسول الله قال : من أطاعني دخل الجنة و من عصاني فقد أبى )6، ورحم الله الحسن البصري إذ يقول : عجباً للجنة نام طالبها و عجباً للنار نام هاربها ؛ و يبدو أن الطالب و الهارب ، وكلنا واحد منهما ؛ يحتاجان إلى تذكير بعد تذكير ؛ فموضوع الطالب والهارب مشكلة مستعصية تبدأ بالأفراد و تنتهي بالأمة المسلمة بكل إمتداداتها ، وإذا كان الابتداع في الدين باب هلكة و ضلالة فإن عصيان الرسول و التأبي عن دخول الجنة أمر خطير لايقل عنه ولا يرضى عنه أبدا صاحب خير و لا إيمان .

من المشاكل الكبيرة في حياة الأمة المسلمة أنها ما زالت حتى الآن تعيش الإسلام انفعالات وتقاليد و عادات في كثيرٍ من جوانب حياتها أكثر مما تعيشه فقهاً و التزاماً و وعياً بأبعاده ومقاصده ومواقفه ، والأسرة المسلمة تتعرض لضغوطٍ شديدة تدفعها دفعاً إلى عدم البقاء في وسطية هذه الأمة التي أمر بها الله: (وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيداً )7، ورغم أن هناك عوامل خارجية كثيرة مؤثرة إلا أن إلقاء الأضواء على العوامل الداخلية أكثر أهمية بكثير ؛ فقد تعودنا تخلياً عن المسؤولية أحياناً و حيلةً نفسيةً أحياناً و مجاراةً اجتماعيةً أحياناً أن نعفي وننزه أنفسنا عن الوقوع في الأغلاط ؛ حتى بقينا ندور حول الرحى في متاهات التاريخ و الحاضرو نهيئ لمتاهات المستقبل من دون وعي ولا تيقظ .

يؤكد القرآن الكريم على أهمية الالتزام بأمر الله و رسوله و وجوب الانقياد لحكم الله ؛ قال تعالى : (إنما كان قولَ المؤمنين إذا دُعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون)8 ، وليس الأمر قولاً لسانياً فالمعنى كما ذكر الإمام القرطبي عن ابن عباس رضي الله عنه: أخبرَ بطاعة المهاجرين و الأنصار ؛ فهذا هو الالتزام و قال تعالى : (فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت و يسلموا تسليما)9، وقال: (وماآتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)10. وقال تعالى : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم)11، وقال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر)12، وقال تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)13، وقال تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله)14، و قال تعالى: (وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ *صراط الله..)15.

و قال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن يصيبهم فتنةُ أو يصيبهم عذابُ أليم)16. وقد يبدو من السهل إقناع النفس أن لها نصيباً من الإلتزام ، ولكن دعونا نجول قليلاً في الأمة المسلمة لنرى الالتزام الفعلي!

و نبدأ من صفوف الصلاة ... أربعة عشر قرناً و حديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يحذر المسلمين (لتسوّن صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم)17؛ أي يوقع بينكم العداوة و البغضاء واختلاف القلوب ؛ فقولوا يرحمكم الله كم ألف مرةٍ و مرةٍ يذكر خطيب و إمام كلِّ مسجد المصلين بتسوية الصفوف وما زالت الصفوف معوجة ثم قولوا أية أسرة مسلمة وجه الأب أو الأم أبناءه فيها إلى أهمية تسوية الصف في الصلاة؟

ونأتي إلى الطعام فكم أسرة مسلمة تربي أبناءها تربية فعلية على حديث المعلم الهادي صلى الله عليه و آله و سلم : (إذا وقعت لقمةُ أحدكم فليأخذها فليُمط ما كان بها من أذى و ليأكلها و لا يدعها للشيطان)18.

انظروا في بطرٍ شديد نربي عليه أبناءنا حتى صار كثيرون منهم متخمين بطرين ، يرى أحدهم أن من فعل الأكابر ترك بقيةٍ من الطعام في صحنه و إذا وقعت لقمة حدهم فربما رفسها برجله و لا يحملها بيده وعينٌ له تدمع شكراً لله على نعمةٍ أُكرم بها وعينه الأخرى تدمع لملايين الجياع و المشردين و المضطهدين و اللاجئين في بقاع الأرض ما يجدون الفتات ، وكل يوم يموت على وجه هذه الأرض التي شقيت ببعدها عن نهج الله يموت أربعون ألف طفل جوعاً ، و اللاجئون في العالم ثلثاهم من أمة لا إله إلا الله كما تقول إحصائيات الإغاثة الدولية و الحقائق أدهى و أمر!

وحدثونا عن الأسر المسلمة التي تزرع في قلوب أبنائها فقه الإسلام بامتداداته العظيمة المذهلة فلا تخرج الابن معقداً ولا قابلاً للذوبان ؛ لا تخرجه ظاهري التفكير ولا منسلخ الإيمان ، وذلك حين تربيه على آفاق حديث المعلم الهادي صلى الله عليه و آله وسلم عن كلب ببئر (قد كاد يقتله العطش فنزعت بغي خفّها فاستقت له به فسقته فغُفر لها به)19، أو تربيه على فقه حب الخير و الغيرية على المجتمع و الحرص على المعروف ؛ إذ يقول صلى الله عليه و سلم: (لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرةٍ قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس)20. ثم تعالوا ننظر الالتزام في الأسرة نفسها : (لا يفرك مؤمن مؤمنة _ أي لا يبغض _ إن كره منها خلقاً رضي آخر)21، وخبرونا عن الالتزام بعدم فضح أسرار البيوت (إن من أشرّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته و تفضي إليه ثم ينشر سرها)22، وكم من ثرثار و ثرثارة و نمام و نمامة و آكَّال لحوم و آكالة ؛ لا يقر لهم قرار حتى يطلعوا على أسرار بيوت إخوانٍ لهم فما يكون منهم عونٌ ولا نصح بل وقوعٌ في كل المحرمات و إجحاف بكل الحقوق و نشر لكل المفاسد ؛ حتى أن امرأة علمت بطلاق أخت لها فهي كالمرجل المضطرب تريد أن تعرف السبب ، وصارت تنشر كل كذب و بهتان و لولا حرمة المساجد و آداب المنابر و التزام السنة لذكرت اسمها تحذيراً للناس من خبث ما تفعله ، وحدثونا عن رواية ابن ماجه و الحاكم : (ما من مسلم تدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة)23؛ فيا من زهد في الخير ما أقعدك عن الجنة؟ ويا بقية الجاهلية في النفوس متى ترحلين؟ فيكون الاستبشار بالبنت مثل الولد و تذهب أخلاق المنحرفين (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم)24؛ ومن لم يفعلها بوجهه فعلها بحاله وقاله و قلبه و قالبه ، وخبرونا عما رواه ابن حبان بسند صحيح (من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها)25 ؛ فبمن تطمعون لبناتكم؟ أبصاحب مال و عقار و حذاء و كساء وبناء ، ولو كان دينه ما كان .. أم ماذا؟ و حدثونا عن أستاذة لا تجمع حولها إلا بنات الأغنياء ، وقد تزوجت تلميذة لها من رجل متدين عاقل و لا نزكي على الله أحداً فكان مهرها عشرة دراهم فضة فغضبت الأستاذة العظيمة الفقيهة و قالت بالحرف كما بلغنا (شو قطة ، ومعناها: أبلغ الأمر أن تصبح تلك الزيجة رخيصة مثل زيجات القطط) لأن التفاخر و التكاثر مصيدة عند أمثالها لاجتذاب بنات أصحاب الأموال ، ولو خالفت أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم (إذا خطب إليكم من ترضون دينة و خلقه فزوجوه إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض و فساد عريض)26، وحدثونا عن أمة يشقى فيها الشاب ؛ فالمكافح الساعي المجهد ربما ظفر بعشٍ صغير في أطراف المدينة فيأتي ليتزوج فيقال له: لا نزوج ابنتنا في الأطراف ، وثمن بيت الأطراف ربما ثمنه مليون وليس شيئاً سهلاً ، ولكنها جاهلية معشعشة و إن كان أصحابها يصلون و يصومون ، وتكبر مخيف على نعم الله أخشى أن تكون آخرته عنوسة مئات الألوف من الفتيات ، وعزوبة مئات الألوف من الشباب ومن يأبى السنة و الشرع و المنطق والحكمة فأخشى عليه من يوم تصبح فيه بناته بالمجان!! عافانا الله من سوء المآل .

و حدثونا عن الالتزام بالسنة عند الموت واتباع الجنائز و قد ورد أنه : (لا تتبع الجنازة بصوت ولا نار)27؛ فرفع الأصوات منهي عنه بكل الوجوه و بيع القرآن في أيام التعزية و المشارطة على قراءته فيها خطر عظيم ، و أهل الميت إن صنعوا الطعام للناس خالفوا السنة و ليس في شرع الله أربعين ولا سنوية و إنما هي عادات أمم غير مسلمة ، وما فيها خير بل تكلف مذموم ، أما خروج الناس إلى التشييع و الدفن فالسنة فيه الصمت و التفكر بالموت لا الحديث عن الدينار و الأسواق و الأرزاق! ورحم الله الإمام سفيان إذ سأله رجل أين أصلي فكأنه بفراسته أدرك ثغرة فيه ؛ فقال له: أطب مطعمك و صل في أي صف شئت. ليكن قرشك حلالاً يا ابن آدم .. دع عنك العِباد و ما فعل العباد و انتقاد العباد و امض إلى أي قبرٍ شئت تأتك موعظتك ..دع عنك الفضول و التكلف ؛ لاتسأل عما لا يعنيك طر إلى الحق بجناح الصدق كما يقول الإمام الجيلاني رحمه الله .

وأخبرونا عمن يربي أبناءه على وصية رسول الله لأصحابه بأن (لا يسألوا الناس شيئاً)28، فيا من يربي ابنه على رجولةٍ زائفة و يدس في جيبه كل يوم ألف ليرة يلهو بها ، وألف ليرة يرشو بها كل معترض ؛ ما أفلحتَ! ليدُ شاب يفلح أرضاً أو يافعٍ يحمل شيئاً يبيعه يدور به طوال النهار خير من كل ما أتيت به. ذلك يبني للأمة و يصبح رجلاً ، وتدليلك لابنك أنانية مخيفة و تخريب للأمة و لابنك معاً . لقد أصبح كثير من الشباب مثل غادة هيفاء تكسراً و ميوعة و رقة .

الالتزام كما يحب الله و رسوله لا كما نهوى ، والفرد و الأسرة والمجتمع الذي يعيش الذاتية الطاغية لا يصل إلى الحق أبداً! والدنيا وإن طالت فالعمر قصير و آه من طول السفر و قلة الزاد و مشقة الطريق ؛ يقول الإمام الجيلاني قدس الله سره : (لا تهربوا من خشونة كلامي فما رباني إلا الخشن في دين الله عز وجل).

ويا أصحاب الأموال و الدور و المناصب و القصور و المتاجر العامرة و السيارات الفارهة تعلموا من الإمام الجنيد و قد رآه أصحابه بعد وفاته فقالوا له : (ما فعل الله بك؟ فقال : طاحت تلك العبارات و فنيت تلك الإشارات وما نفعتنا إلا رُكيعات قمناها في جوف الليل) ، وقيل لإمام العلماء معاذ ابن جبل رضي الله عنه في مرض موته : ما تشتهي؟ فقال ليلةٌ باردة أقوم ليلها!

فيا طالب الجنة بادر و يا هارب النار حاذر ؛ من صحت بدايته صحت نهايته كما يقول لك ابن عطاء رحمه الله ، وإن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ أي معرفة الله و القيام بحقوقه تعالى.

اللهم اجعلنا لك من الطائعين .. من عمل صالحاً فلنفسه و من أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الالتزام بين الطالب والهارب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلب المصمم :: الأقــســـام الــعـــامــة || General :: ديننا الاسلامي !-
انتقل الى: